وحدة إتحاد المحامين الليبراليين بالتعاون مع مؤسسة فريدريش ناومان للحريات
سلسلة ندوات الليبرالية و تحديات المستقبل
عنوان الندوة / رؤية لنشر الفكر الليبرالي
رقم الندوة / 2
سلسلة ندوات الليبرالية و تحديات المستقبل
عنوان الندوة / رؤية لنشر الفكر الليبرالي
رقم الندوة / 2
المكان / فندق فلامنكو
التاريخ / 24 فراير 2010
المتحدثون / د. أسامه الغزالي حرب – أ. عماد رمضان
إدارة الجلسات / شادي طلعت
مواضيع الندوة / معوقات نشر الليبرالية – اسباب الأزمة .. رؤية لحل الأزمة
المنسق العام / محمد طلعت
.
.
بدأت الندوة بكلمة إفتتاحية لــ شادي طلعت رحب فيها بالسادة الحضور و السادة ضيوف المنصة كل من الدكتور / أسامه الغزالي حرب .. رئيس حزب الجبهة ، و الأستاذ / عماد رمضان .. المدير العام للمعهد الديمقراطي المصري ، ثم نوه إلى موضوع الندوة مشيراً إلى أهميته في الحاضر و المستقبل بالنسبة إلى الليبراليين حيث أن الليبرالية تمر بأزمة إعلامية و تقل درجة الإهتمام بها على المستويين المرئي و المقروء ، بينما هناك تيار إعلامي ليبرالي قوي و لكنه عبر وسائل الإعلام الجديد أو الإعلام البديل ، و لكن لا يجب علينا أن نغفل أهمية دور الإعلام المقروء عبر الصحافة و كذلك التليفزيون و الفضائيات ، إذ أن لها دور لا يستهان به و هي قادرة على الوصول إلى العامة من الناس بشكل أسرع ، و حتى نعرف أسباب تلك الأزمة لم نجد أفضل من الدكتور / أسامه الغزالي حرب ، فهو ليبرالي في المقام الأول و أحد أعلام الليبرالية في الوقت الراهن كما أنه صحفي معروف ، و واحد من أهم الباحثين في مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية ثم رحب به و أعطاه الكلمة لتبدأ الجلسة الأولى :
الجلسة الأولى / معوقات نشر الليبرالية – أسباب الأزمة
د. أسامه الغزالي حرب .. رئيس حزب الجبهة
- بداية الفكر الليبرالي هو الفكر الذي يركز على الفرد و حرية الفرد ، فالفرد فيه محور أساسي ، أما المذاهب الأخرى فإنها تعلي من قيمة المجتمع و محاور موضوع الجلسة يمكننا إيجازها في الآتي :
1- المعوق الثقافي ، حيث أن الليبرالية تصطدم بالقيم السائدة .
المرحلة الأولى لليبرالية / و هذا ليس بالمصادفة فعندما ظهرت الليبرالية في مجتمعنا ظهر هذا التصادم ، فعندما دخل الإسلام مصر ، و إردهرت الحضارة الإسلامية نهاية بالدولة العثمانية و التي نشأت مصر الحديثة في نهاية عهدها عندما تولى محمد علي مقاليد الحكم ، و الذي قام بدوره بإرسال بعثات علمية إلى الدول الأوربية و بالتحديد فرنسا ، سافر إلى هذه البعثات الطلاب الأزهريون و هناك و لأول مرة تعلموا هذه القيم الليبرالية و تعرفوا على قيم الحرية و العدالة و المساواة ، و لو عدنا إلى كتابات رفاعة الطهطاوي بعد عودته من فرنسا لوجدنا التأثير الكبير الذي بدا عليه مما وجده موجود في هذه المجتمعات .
ملاحظة هامة / في القرن 19 بدأ توجهين التوجه الأول سعى إلى التوفيق بين الإسلام و الليبرالية و نجد ذلك واضحاً من مقولة رفاعة الطهطاوي عندما ذهب إلى فرنسا "رأيت إسلاماً بلا مسلمين" و توجه ثاني فرق بين الليبرالية و الإسلام و رأى أن الفارق بينهما كبير و لا يمكن التوفيق .
المرحلة الثانية / مرحلة أحمد لطفي السيد و رفاقه و هي المرحلة التي طورت من الفكر الليبرالي .
نظرة على المذاهب السياسية الأخرى :
1- تيار الإخوان المسلمين و هو تيار إسلامي رأى أن هناك فارق بين الليبرالية و الإسلام و أنهما متعارضان !
2- مع بداية القرن 20 و إنتصار الثورة الشيوعية في روسيا ، تنامت بعد ذلك الأفكار الإشتراكية و كان للتقدم العلمي الذي حققته الشيوعية دور كبير في إنتشارها فأول رائد فضاء على سبيل المثال كان روسياً .
3- في ثلاثينات القرن الماضي بدأت الهجرة العربية و بدأت تنمو في مصر فكرة التيار القومي خاصة بعد المواجهات بين العرب و اليهود .
إذاً في منتصف القرن 20 كان في مصر 4 توجهات فكرية .. إشتراكية – قومية – إسلامية – ليبرلية .
و هذه التيارات الأربعة ظلت موجودة حتى و قتنا الحالي و لكن ماذا حدث بعد ذلك ؟
- إزدهر التيار الليبرالي بداية من عصر التسعينات مع إنهيار الفكر الشيوعي .
- ضعف التيار القومي أو الناصري بعد النكسة و وفاة جمال عبد الناصر .
- إنتهى التيار الإشتراكي بسقوط الإتحاد السوفيتي و إنهيار الشيوعية .
- لا زال التيار الإسلامي موجود على الساحة و بقوة .
من هنا نجد أن الصراع أو التنافس هو بين الليبرالية و التيار الإسلامي ، في حين تراجع كل من التيار القومي و الإشتراكي ، و هنا تكمن أسباب أزمة نشر الفكر الليبرالي و التي يمكن أن نلخصها في الآتي :
- القيم السائدة في المجتمع .
- وجود خلفية مزيفة توحي بوجود تعارض بين الدين و الليبرالية
- العادات و التقاليد التي نشأ عليها المجتمع .
- كلمة "الليبرالية" لا تحظى بحظ وافر أو بالقبول مثل كلمات أجنية أخرى لاقت رواجاً بين الشعب ككلمة "ديمقراطية"
- تفشي الأمية .
- المصالح الإقتصادية و الإجتماعية السائدة فالحرية الإقتصادية في الليبرالية لا تعني الإحتكار هذا أمر ! و لكن في مثال آخرعلى سبيل المثال لو وقف ليبرالي و يساري كل ينادي لتياره فنجد أن الناس ستنجذب إلى الإشتراكي لأنه يضمن لهم تدخل الدولة في كافة أمور حياتهم بل و ويضمن لهم توفيرها ، بعكس الليبرالي الذي يقول أن العمل هو أساس الحياة و من لا يعمل لن يجد قوته .
أسئلة الحضور :
سؤال من محمد شمروخ . أريد رأيكم حول الأحداث السياسية الراهنة في مصر و تطوراتها خاصة بعد عودة الدكتور محمد البرادعي .
أجاب د. أسامه الغزالي حرب قائلاً / مما لا شك فيه أن عودة الدكتور محمد البرادعي تعد إثراء للحياة السياسية و قد كنت بالأمس معه أنا و 40 شخصية سياسية و حزبية و كان تواجدنا بشكل رسمي بإستثناء حزب الوفد و حزب التجمع و كلاهما لم يوجد لهما شكل رسمي و في الواقع أننا جميعاً قد إلتقينا في نقاط لا يختلف عليها أحد فجميعنا يسعى إلى تعديل الدستور و جميعنا يريد إنتخابات بضمانات محاطة بالنزاهة و الشفافية ، كما أن الدكتور البرادعي حتى هذا التاريخ ليس مرشحاً بالمعنى الرسمي ، و حتى يكون مرشحاً فلا بد من إجراء تعديلات دستورية ، و الخوف في المرحلة القادمة يأتي من عدم وجود نائب للرئيس مما يجعلنا لا نعلم ماذا يخبئ المستقبل ففي ظل أي ظروف لا قدر الله أصابت الرئيس في ظل عدم وجود نائب فإننا لا نعلم كيف ستسير الرياح .
سؤال أيمن عبد العظيم .. في حال تصادم الليبرالية و الدين ففي رأيكم أيهما يتبع ؟
أجاب د. أسامه الغزالي حرب قائلاً / لا أرى أي تصادم بين الليبرالية و الدين فعلى سبيل المثال نجد أن الزواج في الإسلام هو زواج مدني لا يستوجب وجود رجل دين ! كما أن التفسيرات الإسلامية متعددة و متشعبة و كل فرد يستطيع الإختيار من بين كل تلك التفسيرات فلو أنك إتبعت تفسيراً محافظاً فبالتأكيد قد ترى تعارضاً إلا أنك ستجد تفسيرات أخرى لا تتعارض .
سؤال من طارق خليل .. ألا ترون ضرورة لتدريس الليبرالية في المدارس و أن تدرج في المناهج الدراسية ؟
أجاب د. أسامة الغزالي حرب قائلاً / معك حق فيما قلت خاصة أن مناهج التعليم في مصر في أزمة و بحاجة إلى إعادة صياغة كما أن مناهج التعليم تم إستخدامها من قبل لنشر الفكر القومي ثم الفكر الإسلامي من هنا أرى أن وجهة نظرك تستحق الدراسة و جديرة بالإحترام .
الجلسة الثانية .. رؤية لحل الأزمة
الأستاذ / عماد رمضان المدير العام للمعهد الديمقراطي المصري و التي بدأها قائلاً :
سأضع أمامكم رؤيتي لحل أزمة معوقات نشر الليبرالية و هي ناتجة عن إحتكاك شخصي بيني و بين التطبيق العملي للفكر على أرض الواقع و الذي عايشته و لا زلت أعيشه سواء على المستوى الفردي أو المستوى المؤسسي ، و أنا أرى أننا يجب أن تبع عدة نقاط أعتقد أننا لو سرنا عليها لوصلنا بالفكر الليبرالي إلى النجوع و القرى و زالت الملابسات و التخوفات من المسمى المبهم لدى الجموع ، و من هنا أرى أنه لابد من الآتي :
- عدم الربط بين الليبرالية المصرية و الليبرالية الغربية فالليبرالية ليست أيدولوجية ، كما أن الليبرالية في أوربا تختلف عن الليبرالية في أمريكا و هكذا نرى أن الليبرالية المصرية يجب أن تكون متوائمة مع المصريين ، و لا يشترط أن تتشابه مع غيرها في أي مكان آخر تختلف تقاليده و عاداته إذ أن المبدأ العام هو أن الحرية تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين ، و حرية الآخرين تختلف من بلد لآخر .
- ضرورة الفصل بين الليبرالية و الدين ، و عدم الربط بينهما إذ أن الليبرالية هي مجموعة من القيم و المبادئ و لا تتعارض مع أي دين ، إلا أننا نجد دائماً من يحاول ربطها بالدين و البعض يحاول التوفيق بينها و بين الدين ، علماً بأنه من الليبرالين من مسلم و من هو مسيحي و من هو يهودي و من هو .... إلخ .
- على الليبراليين أن يخرجوا من الغرف المغلقة ، فالمعروف عنهم أنهم أصحاب الكرافاتات الشيك و هذا ما يجعلهم بعيدين عن الشارع السياسي الذي لا يعلم أي فكر يتبعه هؤلاء !؟ و أنا أرى أن الوصول بالليبرالية إلى الجميع يستوجب منا الإقتراب من الجميع و ما أقوله ليس جديداً فالتيارات الأخرى تقوم بهذا العمل و تلتحم مع العامة و تنزل إليهم و تقنعهم بوجة نظرهم ، فلماذا لا يفعل الليبراليون نفس الشئ في حين أننا الأقدر على الإقناع لسمة الفكر الليبرالي .
- مساندة عامة الشعب في أزماتهم التي لا تنتهي ، فالليبراليون سواء كانوا أحزاباً أم منظمات مجتمع مدني ، لا يقفون مع الناس في أزماتهم و إن وقفوا فإنهم يقفون بشكل منفرد بعيد عن الجماعة أو الشبكات ، و بالتالي تصبح جمع مواقفهم فردية و ليست جماعية و لا تعبر عن تيار واحد يهدف أعضاءه لنفس الشيئ ، فالإلتحام بعامة الناس في المواقف يسهل عملية الإيجاب و القبول و يسمح بمساحة حوار ، لو تحققت لهدمنا من خلالها سد منيع بين الليبرالية و الناس .
- يجب أن يعمل الليبراليون على سن تشريعات يكون الهدف الرئيسي منها المواطن البسيط ، الذي لا يطمح في شيئ سوى في الحياة الكريمة ، ففي ظل الأوضاع الراهنة و التي يعاني منها المصريون نتيجة تجميد العمل بالقوانين أو نتيجة وجود قوانين آن لها أن تتغير بتغير الزمان ، أمر هام و مطلوب و تأثيره يكون واضحاً و ملموساً و يساعدنا على نشر الليبرالية .
- على التيار الليبرالي أن يعمل الفترة القادمة بشكل جماعي منظم بدلاً من العمل الفردي ، فالعمل الجماعي تأثيره يكون أقوى و صوته أعلى و إنتشاره أعم .
- الإهتمام بالتعليم و لا أقصد بذلك تغيير مناهج التعليم ، بل أقصد ما هو أهم .. أي القائمون على العملية التعليمية و هذا الأمر ليس بالصعب فنحن في المعهد الديمقراطي المصري قمنا من قبل بمشروع مدارس الديمقراطية و استطعنا أن نعقد شراكة مع المجلس القومي لحقوق الإنسان حتى نتمكن من دخول المدارس ، و نفذنا مشروعنا و الذي كان له مردود رائع في نشر ثقافة الديمقراطية و الليبرالية إلا أننا كمنظمة سعتنا لم تكفي إلا 25 مدرسة فقط ، من أجل ذلك ننادي باقي منظمات المجتمع المدني الليبرالية إلى الإلتفات إلى العملية التعليمية إذ أنها في غاية الخطورة ففيها تتشكل ثقافة الإنسان ، و لا ننسى ان التيار الإشتراكي إنطلق عبر المدارس كما إنطلق التيار الديني في عهد الرئيس السادات أيضا ً.
مداخلات و أسئلة الحضور :
مداخلة من علاء أبو زينة :
أتفق مع أ . عماد رمضان فيما قال و لكننبي أحب أن أنوه إلى ضرورة التوسع خارج إطار القاهرة و ضرورة عمل شبكات في المحافظات و النزول إلى النجوع و القرى ، و أنا لا أنكر أهمية القاهرة ، و التي تكتظ بأكبر نسبة من السكان و لكن التفاوت في الأفكار بين سكان القاهرة و المحافظات شاسع جداً و من هنا أرى أن العمل على نشر الفكر الليبرالي يجب أن يسير بشكل متوازي بين العاصمة و الأقاليم .
مداخلة من عماد فيلكس :
أرى أن أهم ما يتعارض مع نشر الليبرالية هي العملية التعليمية فالدين الإسلامي يدرس عبر المناهج التعليمية إلى غير المسلمين ، و أنا لا أقصد بذلك اللغة العربية فلا مانع عندي من تدريس القرآن لغير المسلمين نظراً لإعجازه اللغوي .
مداخلة من نجاة عبد الرحمن :
أرى أنه كما هناك أزمة في تدريس الدين الإسلامي لغير المسلمين فهناك مدارس لغات أيضاً تقوم بنفس الشيئ بالنسبة للطلاب المسلمين ، و هي مشكلة يسأل عنها القائمون على العملية التعليمية في مصر .
مداخلة من حسن الشامي :
أتفق مع أ. عماد رمضان فيما قال خاصة ضرورة التطبيق العملي ، و لنا أسوة حسنة في إتحاد المحامين الليبراليين ، و الذي كانت إنتخاباته منذ فترة قريبة ، و شهد الجميع بنزاهتها ، و التي إستطاعت أن تحقق مبدأ تداول السلطة بعدم ترشح رئيس الإتحاد الأسبق لمرة ثانية حتى تتجدد الدماء ، كما كانت للمناظرة التي أقيمت بين مرشحيه دلالات قوية على ضرورة التطبيق العملي .
مداخلة من إسلام صبحي :
أرى أننا بحاجة إلى الدين في المناههج الدراسية فالدين يكسب الإنسان قوة معنوية مطلوبة ، كما أننا بحاجة إلى مناهج تتحدث عن التسامح و قبول الآخر .
سؤال من أيمن عبد العظيم :
إنني أرى أن هناك تعارض بين الليبرالية و بين الدين خاصة في مسائل الزواج و الميراث ، و أرى ضرورة أن تراعي التشريعات حدود الأديان فما رأيكم ؟
أجاب أ. عماد رمضان .. إن الليبرالية ليست أيدولوجية حتى تضع قانوناً للزواج أو الميراث كما أنه من الليبراليون كما ذكر من قبل كافة الأديان و ليس دين واحد و بالتالي فإنها لا تتعارض مع كل ما ذكرت .
سؤال من محمد عادل إدريس :
لماذا الهوس من التيارات الدينية و أنها تحارب الليبرالية ؟
أجاب أ. عماد رمضان قائلاً .. التيارات الدينية لم تنشأ لتحارب الليبرالية و لكنها إستخدمت من قبل في عصر الرئيس السادات لتحارب التيار الشيوعي و المد الناصري و هذا تاريخ لا يمكننا التغافل عنه .
في نهاية الندوة تحدث شادي طلعت قائلاً :
لابد لليبرالين من التحاف و تنظيم الصفوف ، و على الليبراليون توضيح المفهوم بشكل موسع و توضيح أنها ليست أيدولوجية ، و ضرورة الإحتكاك بالشارع السياسي و الخروج من الغرف المغلقة ، هذا بعض ما ذكر من توصيات في نهاية ندوتنا هذه و التي نرجوا أن يخرج الحاضرون منها بمخرج يستطيعون أن يطبقوه على أرض الواقع ، ثم قدم الشكر للحاضرين و د. أسامه الغزالي حرب و أ. عماد رمضان .
مواضيع الندوة / معوقات نشر الليبرالية – اسباب الأزمة .. رؤية لحل الأزمة
المنسق العام / محمد طلعت
.
.
بدأت الندوة بكلمة إفتتاحية لــ شادي طلعت رحب فيها بالسادة الحضور و السادة ضيوف المنصة كل من الدكتور / أسامه الغزالي حرب .. رئيس حزب الجبهة ، و الأستاذ / عماد رمضان .. المدير العام للمعهد الديمقراطي المصري ، ثم نوه إلى موضوع الندوة مشيراً إلى أهميته في الحاضر و المستقبل بالنسبة إلى الليبراليين حيث أن الليبرالية تمر بأزمة إعلامية و تقل درجة الإهتمام بها على المستويين المرئي و المقروء ، بينما هناك تيار إعلامي ليبرالي قوي و لكنه عبر وسائل الإعلام الجديد أو الإعلام البديل ، و لكن لا يجب علينا أن نغفل أهمية دور الإعلام المقروء عبر الصحافة و كذلك التليفزيون و الفضائيات ، إذ أن لها دور لا يستهان به و هي قادرة على الوصول إلى العامة من الناس بشكل أسرع ، و حتى نعرف أسباب تلك الأزمة لم نجد أفضل من الدكتور / أسامه الغزالي حرب ، فهو ليبرالي في المقام الأول و أحد أعلام الليبرالية في الوقت الراهن كما أنه صحفي معروف ، و واحد من أهم الباحثين في مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية ثم رحب به و أعطاه الكلمة لتبدأ الجلسة الأولى :
الجلسة الأولى / معوقات نشر الليبرالية – أسباب الأزمة
د. أسامه الغزالي حرب .. رئيس حزب الجبهة
- بداية الفكر الليبرالي هو الفكر الذي يركز على الفرد و حرية الفرد ، فالفرد فيه محور أساسي ، أما المذاهب الأخرى فإنها تعلي من قيمة المجتمع و محاور موضوع الجلسة يمكننا إيجازها في الآتي :
1- المعوق الثقافي ، حيث أن الليبرالية تصطدم بالقيم السائدة .
المرحلة الأولى لليبرالية / و هذا ليس بالمصادفة فعندما ظهرت الليبرالية في مجتمعنا ظهر هذا التصادم ، فعندما دخل الإسلام مصر ، و إردهرت الحضارة الإسلامية نهاية بالدولة العثمانية و التي نشأت مصر الحديثة في نهاية عهدها عندما تولى محمد علي مقاليد الحكم ، و الذي قام بدوره بإرسال بعثات علمية إلى الدول الأوربية و بالتحديد فرنسا ، سافر إلى هذه البعثات الطلاب الأزهريون و هناك و لأول مرة تعلموا هذه القيم الليبرالية و تعرفوا على قيم الحرية و العدالة و المساواة ، و لو عدنا إلى كتابات رفاعة الطهطاوي بعد عودته من فرنسا لوجدنا التأثير الكبير الذي بدا عليه مما وجده موجود في هذه المجتمعات .
ملاحظة هامة / في القرن 19 بدأ توجهين التوجه الأول سعى إلى التوفيق بين الإسلام و الليبرالية و نجد ذلك واضحاً من مقولة رفاعة الطهطاوي عندما ذهب إلى فرنسا "رأيت إسلاماً بلا مسلمين" و توجه ثاني فرق بين الليبرالية و الإسلام و رأى أن الفارق بينهما كبير و لا يمكن التوفيق .
المرحلة الثانية / مرحلة أحمد لطفي السيد و رفاقه و هي المرحلة التي طورت من الفكر الليبرالي .
نظرة على المذاهب السياسية الأخرى :
1- تيار الإخوان المسلمين و هو تيار إسلامي رأى أن هناك فارق بين الليبرالية و الإسلام و أنهما متعارضان !
2- مع بداية القرن 20 و إنتصار الثورة الشيوعية في روسيا ، تنامت بعد ذلك الأفكار الإشتراكية و كان للتقدم العلمي الذي حققته الشيوعية دور كبير في إنتشارها فأول رائد فضاء على سبيل المثال كان روسياً .
3- في ثلاثينات القرن الماضي بدأت الهجرة العربية و بدأت تنمو في مصر فكرة التيار القومي خاصة بعد المواجهات بين العرب و اليهود .
إذاً في منتصف القرن 20 كان في مصر 4 توجهات فكرية .. إشتراكية – قومية – إسلامية – ليبرلية .
و هذه التيارات الأربعة ظلت موجودة حتى و قتنا الحالي و لكن ماذا حدث بعد ذلك ؟
- إزدهر التيار الليبرالي بداية من عصر التسعينات مع إنهيار الفكر الشيوعي .
- ضعف التيار القومي أو الناصري بعد النكسة و وفاة جمال عبد الناصر .
- إنتهى التيار الإشتراكي بسقوط الإتحاد السوفيتي و إنهيار الشيوعية .
- لا زال التيار الإسلامي موجود على الساحة و بقوة .
من هنا نجد أن الصراع أو التنافس هو بين الليبرالية و التيار الإسلامي ، في حين تراجع كل من التيار القومي و الإشتراكي ، و هنا تكمن أسباب أزمة نشر الفكر الليبرالي و التي يمكن أن نلخصها في الآتي :
- القيم السائدة في المجتمع .
- وجود خلفية مزيفة توحي بوجود تعارض بين الدين و الليبرالية
- العادات و التقاليد التي نشأ عليها المجتمع .
- كلمة "الليبرالية" لا تحظى بحظ وافر أو بالقبول مثل كلمات أجنية أخرى لاقت رواجاً بين الشعب ككلمة "ديمقراطية"
- تفشي الأمية .
- المصالح الإقتصادية و الإجتماعية السائدة فالحرية الإقتصادية في الليبرالية لا تعني الإحتكار هذا أمر ! و لكن في مثال آخرعلى سبيل المثال لو وقف ليبرالي و يساري كل ينادي لتياره فنجد أن الناس ستنجذب إلى الإشتراكي لأنه يضمن لهم تدخل الدولة في كافة أمور حياتهم بل و ويضمن لهم توفيرها ، بعكس الليبرالي الذي يقول أن العمل هو أساس الحياة و من لا يعمل لن يجد قوته .
أسئلة الحضور :
سؤال من محمد شمروخ . أريد رأيكم حول الأحداث السياسية الراهنة في مصر و تطوراتها خاصة بعد عودة الدكتور محمد البرادعي .
أجاب د. أسامه الغزالي حرب قائلاً / مما لا شك فيه أن عودة الدكتور محمد البرادعي تعد إثراء للحياة السياسية و قد كنت بالأمس معه أنا و 40 شخصية سياسية و حزبية و كان تواجدنا بشكل رسمي بإستثناء حزب الوفد و حزب التجمع و كلاهما لم يوجد لهما شكل رسمي و في الواقع أننا جميعاً قد إلتقينا في نقاط لا يختلف عليها أحد فجميعنا يسعى إلى تعديل الدستور و جميعنا يريد إنتخابات بضمانات محاطة بالنزاهة و الشفافية ، كما أن الدكتور البرادعي حتى هذا التاريخ ليس مرشحاً بالمعنى الرسمي ، و حتى يكون مرشحاً فلا بد من إجراء تعديلات دستورية ، و الخوف في المرحلة القادمة يأتي من عدم وجود نائب للرئيس مما يجعلنا لا نعلم ماذا يخبئ المستقبل ففي ظل أي ظروف لا قدر الله أصابت الرئيس في ظل عدم وجود نائب فإننا لا نعلم كيف ستسير الرياح .
سؤال أيمن عبد العظيم .. في حال تصادم الليبرالية و الدين ففي رأيكم أيهما يتبع ؟
أجاب د. أسامه الغزالي حرب قائلاً / لا أرى أي تصادم بين الليبرالية و الدين فعلى سبيل المثال نجد أن الزواج في الإسلام هو زواج مدني لا يستوجب وجود رجل دين ! كما أن التفسيرات الإسلامية متعددة و متشعبة و كل فرد يستطيع الإختيار من بين كل تلك التفسيرات فلو أنك إتبعت تفسيراً محافظاً فبالتأكيد قد ترى تعارضاً إلا أنك ستجد تفسيرات أخرى لا تتعارض .
سؤال من طارق خليل .. ألا ترون ضرورة لتدريس الليبرالية في المدارس و أن تدرج في المناهج الدراسية ؟
أجاب د. أسامة الغزالي حرب قائلاً / معك حق فيما قلت خاصة أن مناهج التعليم في مصر في أزمة و بحاجة إلى إعادة صياغة كما أن مناهج التعليم تم إستخدامها من قبل لنشر الفكر القومي ثم الفكر الإسلامي من هنا أرى أن وجهة نظرك تستحق الدراسة و جديرة بالإحترام .
الجلسة الثانية .. رؤية لحل الأزمة
الأستاذ / عماد رمضان المدير العام للمعهد الديمقراطي المصري و التي بدأها قائلاً :
سأضع أمامكم رؤيتي لحل أزمة معوقات نشر الليبرالية و هي ناتجة عن إحتكاك شخصي بيني و بين التطبيق العملي للفكر على أرض الواقع و الذي عايشته و لا زلت أعيشه سواء على المستوى الفردي أو المستوى المؤسسي ، و أنا أرى أننا يجب أن تبع عدة نقاط أعتقد أننا لو سرنا عليها لوصلنا بالفكر الليبرالي إلى النجوع و القرى و زالت الملابسات و التخوفات من المسمى المبهم لدى الجموع ، و من هنا أرى أنه لابد من الآتي :
- عدم الربط بين الليبرالية المصرية و الليبرالية الغربية فالليبرالية ليست أيدولوجية ، كما أن الليبرالية في أوربا تختلف عن الليبرالية في أمريكا و هكذا نرى أن الليبرالية المصرية يجب أن تكون متوائمة مع المصريين ، و لا يشترط أن تتشابه مع غيرها في أي مكان آخر تختلف تقاليده و عاداته إذ أن المبدأ العام هو أن الحرية تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين ، و حرية الآخرين تختلف من بلد لآخر .
- ضرورة الفصل بين الليبرالية و الدين ، و عدم الربط بينهما إذ أن الليبرالية هي مجموعة من القيم و المبادئ و لا تتعارض مع أي دين ، إلا أننا نجد دائماً من يحاول ربطها بالدين و البعض يحاول التوفيق بينها و بين الدين ، علماً بأنه من الليبرالين من مسلم و من هو مسيحي و من هو يهودي و من هو .... إلخ .
- على الليبراليين أن يخرجوا من الغرف المغلقة ، فالمعروف عنهم أنهم أصحاب الكرافاتات الشيك و هذا ما يجعلهم بعيدين عن الشارع السياسي الذي لا يعلم أي فكر يتبعه هؤلاء !؟ و أنا أرى أن الوصول بالليبرالية إلى الجميع يستوجب منا الإقتراب من الجميع و ما أقوله ليس جديداً فالتيارات الأخرى تقوم بهذا العمل و تلتحم مع العامة و تنزل إليهم و تقنعهم بوجة نظرهم ، فلماذا لا يفعل الليبراليون نفس الشئ في حين أننا الأقدر على الإقناع لسمة الفكر الليبرالي .
- مساندة عامة الشعب في أزماتهم التي لا تنتهي ، فالليبراليون سواء كانوا أحزاباً أم منظمات مجتمع مدني ، لا يقفون مع الناس في أزماتهم و إن وقفوا فإنهم يقفون بشكل منفرد بعيد عن الجماعة أو الشبكات ، و بالتالي تصبح جمع مواقفهم فردية و ليست جماعية و لا تعبر عن تيار واحد يهدف أعضاءه لنفس الشيئ ، فالإلتحام بعامة الناس في المواقف يسهل عملية الإيجاب و القبول و يسمح بمساحة حوار ، لو تحققت لهدمنا من خلالها سد منيع بين الليبرالية و الناس .
- يجب أن يعمل الليبراليون على سن تشريعات يكون الهدف الرئيسي منها المواطن البسيط ، الذي لا يطمح في شيئ سوى في الحياة الكريمة ، ففي ظل الأوضاع الراهنة و التي يعاني منها المصريون نتيجة تجميد العمل بالقوانين أو نتيجة وجود قوانين آن لها أن تتغير بتغير الزمان ، أمر هام و مطلوب و تأثيره يكون واضحاً و ملموساً و يساعدنا على نشر الليبرالية .
- على التيار الليبرالي أن يعمل الفترة القادمة بشكل جماعي منظم بدلاً من العمل الفردي ، فالعمل الجماعي تأثيره يكون أقوى و صوته أعلى و إنتشاره أعم .
- الإهتمام بالتعليم و لا أقصد بذلك تغيير مناهج التعليم ، بل أقصد ما هو أهم .. أي القائمون على العملية التعليمية و هذا الأمر ليس بالصعب فنحن في المعهد الديمقراطي المصري قمنا من قبل بمشروع مدارس الديمقراطية و استطعنا أن نعقد شراكة مع المجلس القومي لحقوق الإنسان حتى نتمكن من دخول المدارس ، و نفذنا مشروعنا و الذي كان له مردود رائع في نشر ثقافة الديمقراطية و الليبرالية إلا أننا كمنظمة سعتنا لم تكفي إلا 25 مدرسة فقط ، من أجل ذلك ننادي باقي منظمات المجتمع المدني الليبرالية إلى الإلتفات إلى العملية التعليمية إذ أنها في غاية الخطورة ففيها تتشكل ثقافة الإنسان ، و لا ننسى ان التيار الإشتراكي إنطلق عبر المدارس كما إنطلق التيار الديني في عهد الرئيس السادات أيضا ً.
مداخلات و أسئلة الحضور :
مداخلة من علاء أبو زينة :
أتفق مع أ . عماد رمضان فيما قال و لكننبي أحب أن أنوه إلى ضرورة التوسع خارج إطار القاهرة و ضرورة عمل شبكات في المحافظات و النزول إلى النجوع و القرى ، و أنا لا أنكر أهمية القاهرة ، و التي تكتظ بأكبر نسبة من السكان و لكن التفاوت في الأفكار بين سكان القاهرة و المحافظات شاسع جداً و من هنا أرى أن العمل على نشر الفكر الليبرالي يجب أن يسير بشكل متوازي بين العاصمة و الأقاليم .
مداخلة من عماد فيلكس :
أرى أن أهم ما يتعارض مع نشر الليبرالية هي العملية التعليمية فالدين الإسلامي يدرس عبر المناهج التعليمية إلى غير المسلمين ، و أنا لا أقصد بذلك اللغة العربية فلا مانع عندي من تدريس القرآن لغير المسلمين نظراً لإعجازه اللغوي .
مداخلة من نجاة عبد الرحمن :
أرى أنه كما هناك أزمة في تدريس الدين الإسلامي لغير المسلمين فهناك مدارس لغات أيضاً تقوم بنفس الشيئ بالنسبة للطلاب المسلمين ، و هي مشكلة يسأل عنها القائمون على العملية التعليمية في مصر .
مداخلة من حسن الشامي :
أتفق مع أ. عماد رمضان فيما قال خاصة ضرورة التطبيق العملي ، و لنا أسوة حسنة في إتحاد المحامين الليبراليين ، و الذي كانت إنتخاباته منذ فترة قريبة ، و شهد الجميع بنزاهتها ، و التي إستطاعت أن تحقق مبدأ تداول السلطة بعدم ترشح رئيس الإتحاد الأسبق لمرة ثانية حتى تتجدد الدماء ، كما كانت للمناظرة التي أقيمت بين مرشحيه دلالات قوية على ضرورة التطبيق العملي .
مداخلة من إسلام صبحي :
أرى أننا بحاجة إلى الدين في المناههج الدراسية فالدين يكسب الإنسان قوة معنوية مطلوبة ، كما أننا بحاجة إلى مناهج تتحدث عن التسامح و قبول الآخر .
سؤال من أيمن عبد العظيم :
إنني أرى أن هناك تعارض بين الليبرالية و بين الدين خاصة في مسائل الزواج و الميراث ، و أرى ضرورة أن تراعي التشريعات حدود الأديان فما رأيكم ؟
أجاب أ. عماد رمضان .. إن الليبرالية ليست أيدولوجية حتى تضع قانوناً للزواج أو الميراث كما أنه من الليبراليون كما ذكر من قبل كافة الأديان و ليس دين واحد و بالتالي فإنها لا تتعارض مع كل ما ذكرت .
سؤال من محمد عادل إدريس :
لماذا الهوس من التيارات الدينية و أنها تحارب الليبرالية ؟
أجاب أ. عماد رمضان قائلاً .. التيارات الدينية لم تنشأ لتحارب الليبرالية و لكنها إستخدمت من قبل في عصر الرئيس السادات لتحارب التيار الشيوعي و المد الناصري و هذا تاريخ لا يمكننا التغافل عنه .
في نهاية الندوة تحدث شادي طلعت قائلاً :
لابد لليبرالين من التحاف و تنظيم الصفوف ، و على الليبراليون توضيح المفهوم بشكل موسع و توضيح أنها ليست أيدولوجية ، و ضرورة الإحتكاك بالشارع السياسي و الخروج من الغرف المغلقة ، هذا بعض ما ذكر من توصيات في نهاية ندوتنا هذه و التي نرجوا أن يخرج الحاضرون منها بمخرج يستطيعون أن يطبقوه على أرض الواقع ، ثم قدم الشكر للحاضرين و د. أسامه الغزالي حرب و أ. عماد رمضان .